جامعة بيرزيت تحيي أسبوع مقاومة الاستعمار والأبرتهايد الإسرائيلي

نظّمت حملة الحق في التعليم في جامعة بيرزيت الحدث السنوي “أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري (الأبرتهايد) الإسرائيلي” لهذا العام والذي يعقد في الفترة ما بين 21 آذار و30 آذار، والذي جاء هذا العام تحت شعار (فلسطين تحررنا) بهدف تعزيز الجهود العالمية لدعم النضال الفلسطيني وتصعيد حملات المقاطعة ضد النظام “الإسرائيلي”، خصوصاً في ظل استمرار الإبادة الجماعية بحق أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

ندوة إلكترونية تجمع جامعات جنوب أفريقيا بفلسطين

كجزء من فعاليات الأسبوع، أقامت الحملة ندوة إلكترونية هجينة يوم الثلاثاء الموافق 25 آذار 2025، جمعت جامعة بيرزيت بأربع جامعات في جنوب أفريقيا وهن: (جامعة جوهانسبرغ، جامعة نيلسون منديلاـ جامعة بريتوريا، وجامعة ويتووترسراند).

شهدت الندوة حضور أكاديميين وطلبة بحضور وجاهي لقرابة 20 -30 في كل جامعة وبحضور عبر تقنية زووم لأكثر من 40 مشاركاً. استهلت الندوة بمداخلة من د. ريم البطمة من معهد الحقوق في جامعة بيرزيت حول الدور الذي لعبته جنوب افريقيا في التضامن الاممي مع فلسطين خاصة في ظل الإبادة وبعد رفعها لقضية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها فعل الإبادة بحق شعبنا في غزة، كما أشارت إلى أن القانون الدولي القائم ساهم في تعزيز سياسات الفصل العنصري في فلسطين وهذا ما نراه اليوم في ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.

تلا ذلك مداخلة من البروفيسور باتريك بوند من جامعة جوهانسبرغ والذي تحدث عن أوجه الشبه بين نظام الفصل العنصري الذي كان قائماً في جنوب أفريقيا والنظام الاستعماري الإسرائيلي في فلسطين وركز على السياسات الحالية الأمريكية وتأثير ذلك على السياق الفلسطيني والدولي. وكانت هناك مداخلة مهمة للبروفيسور اينفر موتالا من جامعة نيلسون مانديلا حول صراع الشعوب من أجل الحرية والعدالة، ليستكمل د. مارك ويجيريف الحديث حول المتغيرات والثابت في علاقة شعوب الجنوب الجنوب في سعيها نحو تحقيق العدالة والحرية وتحديد فلسطين وجنوب افريقيا. واختتمت الندوة بمداخلة من البروفيسور نور نيفتاجوديان من جامعة ويتووترسراند حول آليات التضامن الأممي وسبل تفعيلها كما تحدث عن التضامن في السياق الأكاديمي وأهمية تعزيز دو ر الجامعات بطلبتها وأكاديمييها لتحقيق العدالة للشعوب المضطهدة.

“ما وراء الحاجز: استعمار الزمان والمكان الفلسطيني”

عقدت حملة الحق في التعليم يوم الأربعاء الموافق 26 آذار 2025، جلسة حوارية بعنوان “ما وراء الحاجز: استعمار الزمان والمكان الفلسطيني”، حيث مهدت الميسّرة د. قسم الحاج للنقاش عبر تقديم شرح لمفهوم الحاجز في السياق الاستعماري في فلسطين، مسلطة الضوء على دوره في إعادة تشكيل الحياة اليومية للفلسطينيين.

وقدمت الدكتورة لينا ميعاري تحليلاً معمقًا حول كيفية استخدام الاحتلال للحواجز العسكرية والجدران والاستيطان كبنى استعمارية لإعادة هندسة الجغرافيا الفلسطينية بهدف تهديد الهوية الفلسطينية وارتباطها بالأرض والمكان وتفتيت الحياة اليومية للفلسطينيين. تناولت الحوارية كيف يتحكم الاحتلال في الزمان والمكان الفلسطيني، والذي يسعى من خلالها لتدمير بنية الحياة الاجتماعية والاقتصادية للفلسطينيين، وخلق واقعًا من عدم القدرة على سيطرة الفلسطيني على حقه في تقرير مصيره.

وقدم الطالب محمد هريني، وهو ناشط شبابي من مسافر يطا، تجربته الشخصية في مواجهة سياسات الاحتلال التي تهدف إلى تهجير سكان مسافر يطا عبر فرض الحصار الزماني والمكاني عليهم. تحدث عن معاني الصمود والبقاء على الأرض رغم كل السياسات الهادفة للتهجير القسري لأهل المسافر والفلسطينيين الذين يقطنون ما يسمى بالأراضي المصنفة (ج)، مؤكداً أن الاحتلال يسعى لاقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم عبر تقطيع أوصال القرى وإحكام السيطرة على الموارد والمساحات الحيوية.

ناقشت الجلسة الأثر النفسي والاجتماعي للحواجز على الفلسطينيين، بدءًا من الإذلال الممنهج عند نقاط التفتيش، مرورًا باضطرابات الصحة النفسية الناجمة عن العيش في بيئة محاصرة، وصولًا إلى التمزق الاجتماعي الناجم عن تقطيع أوصال القرى والمدن الفلسطينية. وأكد المتحدثون أن هذه السياسات رغم شدتها، لم تستطع كسر إرادة الفلسطينيين الذين ما زالوا صامدين على أرضهم، متشبثين بحقهم في الحياة والحرية.

يُعتبر أسبوع مناهضة الفصل العنصري(الأبرتهايد) الإسرائيلي في جامعة بيرزيت فرصة هامة للحشد والمناصرة على مستوى المجتمع الأكاديمي الدولي حول ضرورة التضامن الأممي من أجل حرية وعدالة الفلسطينيين. كما يبرز أهمية ربط القضية الفلسطينية بتجارب مماثلة في أماكن أخرى من العالم، مثل تجربة جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري. وأكدت حملة الحق في التعليم أن مثل هذه المبادرات تعزز من وعي الطلبة والمجتمع الدولي حول القضية الفلسطينية، وتساهم في بناء شبكة دعم عالمية لمناهضة الظلم والاضطهاد في أي مكان كان.

More Articles

British academics urge Elton John...

A group of British academics have called on...

By admin • Feb 02 Read More »