Email: right2edu@birzeit.edu | Phone: 0097(0)2-298-2059
تعرب حملة “الحق في التعليم” عن قلقها المتزايد على حياة الطالب المعتقل لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي عمر الكسواني، الذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العاشر على التوالي. وقد أعلن الطالب الكسواني، بتاريخ 19/3/2018، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، رفضاً منه لسياسة التعذيب في التحقيق واعتقاله دون توجيه أي تهمة حتى الآن.
وحسب محامي نادي الأسير مأمون الحشيم، فإن الطالب الكسواني يتعرض للتحقيق لفترة تمتد من 18 إلى 20 ساعة متواصلة يومياً، الأمر الذي يعرضه لضغط نفسي وجسدي هائلين، إضافة إلى عدم مقدرته على النوم سوى ساعتين كحد أقصى يومياً.
وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية يوم الأربعاء الموافق 28/3/2018، حكماً بتمديد التحقيق للطالب عمر الكسواني لمدة ستة أيام، مع تأكيد منعه من زيارة أي محامٍ له حتى تاريخ 1/4/2018.
وقد اعتقل الكسواني (24 عاماً)، وهو طالب علوم سياسية ورئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت، بشكل همجي، في السابع من آذار 2018، من قبل قوات خاصة من الاحتلال الإسرائيلي “المستعربين”، كانت قد تخفت كطلبة من الجامعة، واعتقلت الطالب الكسواني في مركز الحرم الجامعي، وتصدى لها مجموعة من الطلبة وحرس الجامعة، وأطلق المستعربون الرصاص، ومن ثم قامت قوة عسكرية من قوات الاحتلال بإسناد المستعربين، واحتجزت الحرس الجامعي في غرفة الحرس، واختطفت الطالب وأصابت ثلاثة آخرين.
وتطالب حملة الحق في التعليم المجتمع الدولي، بالوقوف وقفة جدية أمام الانتهاكات المستمرة بحق الطلبة الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال، والضغط باتجاه انهاء الاعتقال السياسي للطلبة والإفراج عن قرابة 340 طالباً جامعياً وأكثر من 300 طالب مدرسي قابعين اليوم وراء القضبان دون أن يكفل حقهم في التعليم بأي شكل من الأشكال.
إن اعتقال الطلبة هو جزء من سياسة ممنهجة يتخذها الاحتلال للسيطرة على الفلسطينيين والحد من حريتهم في الحركة والعمل والتعليم. ففي الوقت الذي تتغنى فيه دول العالم بالديمقراطية وحقوق الإنسان وتمكين الشباب، وكون الجامعات المكان المثالي لبناء المعرفة ومشاركة الأفكار وممارسة الحق في التعبير عن الرأي وتشكيل الحركات الطلابية والأندية، ومجالس الطلبة؛ فإن الشباب الفلسطيني يتعرض للقمع ويمنع من حقوقه الأساسية. ورغم أن الجامعات الفلسطينية، ومن بينها جامعة بيرزيت، تسعى لتوفير وتعزيز الفكر الحر ضمن جو ديمقراطي لطلبتها الشباب، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي كان وما زال يعيق أي سبيل للتنمية في فلسطين المحتلة.
وأعربت حملة الحق في التعليم عن رفضها اعتقال الطلبة على خلفية نشاطهم الطلابي، وتابعت: “تعد كافة الحركات الطلابية والتي يدعي الاحتلال بأنها مرتبطة بالأحزاب السياسية الفلسطينية، محظورة بأمر عسكري صدر من الاحتلال، ما جعل الكثير من الطلبة عرضة للاعتقال من السلطات الإسرائيلية استناداً فقط إلى نشاطهم الطلابي، فمنذ عام 2004، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي أكثر من عشرة من الممثلين المنتخبين في مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، سبعة منهم كانوا رؤساء المجلس في وقت الاعتقال، ومن بينهم الطالب عمر الكسواني”.
وأوضحت الحملة أنه بموجب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تم تحريم جميع الكتل الطلابية، بادعاء أنها تنتمي لأحزاب سياسية فلسطينية، ما يجعل العضوية لأي حركة طلابية، سبباً لإخضاع آلاف الطلبة للاعتقال التعسفي والحرمان من حرية الرأي والتعبير، والحرمان من الحق في التعليم.
ويوجد حاليّاً أكثر من 60 طالباً من جامعة بيرزيت معتقلين في سجون الاحتلال، عدا عن تحويل العديد من الطلاب المعتقلين للاعتقال الإداري، الذي يعتبر إجراءً تعسفياً تلجأ له قوات الاحتلال الإسرائيلية لاعتقال المدنيين الفلسطينيين دون تهمة محددة ودون محاكمة، ما يحرم المعتقل ومحاميه من معرفة أسباب الاعتقال، ويحول ذلك دون بلورة دفاع فعال ومؤثر، وغالباً ما يتم تجديد أمر الاعتقال الإداري بحق المعتقل ولمرات متعددة.
وحسب بيانات حملة الحق في التعليم، فإنه منذ العام 2004، اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب الـ 800 طالب من جامعة بيرزيت، من بينهم 16 طالبة.
يذكر أن حملة الحق في التعليم هي حملة فلسطينية تطوعية تأسست عام 1988 إثر إغلاق جامعة بيرزيت لمدة 51 شهراً وأسسها أكاديميّو وطلاب الجامعة، لتوفير المساعدة القانونية للطلاب والأساتذة الذين كان يتم اعتقالهم لمجرد حملهم الكتب، وترصد الحملة الانتهاكات التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني لعرقلة المسيرة التعليمية للفلسطينيين.